ينبغي للمرأة أن تكون أكثر نشاطا في مجال الإعلام المتعلق بالأزمات مقارنة بالماضي:
قالت إحدى الناشطات الإيرانيّات في مجال المرأة والأسرة: "إن تجربة الحرب الأخيرة أظهرت أنّ حضور المرأة لا يقتصر على الأدوار التقليدية، وأنّ الوقت قد حان لتنظيمها في مختلف المجالات بشكل مستدام".
في ظل التطورات الأخيرة والظروف الخاصة السائدة على الصعيدين المحلي والإقليمي، أصبح دور مختلف شرائح المجتمع، وخاصة المرأة، أكثر أهمية من أي وقت مضى. وقد أظهرت تجربة الأحداث الأخيرة قصيرة المدى أنّ الحضور الفاعل للمرأة في المجالات الاجتماعية والثقافية، وحتى الإعلامية، يمكن أن يُسهم في تعزيز اللحمة الوطنية، ويعزز قدرات الدفاع المدني للبلاد. ومع ذلك، يبقى السؤال الجوهري: هل ستُستخدم هذه القدرة الهائلة لفترات زمنية محدودة فقط، أم أن هناك خطة محددة لاستمرارها وتوسيعها؟ في ظل استعداد بعض النساء لتجاوز أدوارهن التقليدية، من الضروري إجراء حوار جاد حول كيفية الاستفادة العملية والمستدامة من هذه القدرة.
وفي معرض حديثها عن تجارب الأيام الاثني عشر الماضية في مجال نشاط المرأة، قالت فاطمة محمدي، عالمة سياسية وناشطة في مجال المرأة والأسرة: "كانت الظروف في هذه الفترة مؤاتية، ولكن من الضروري التخطيط للمستقبل وعلى المدى الطويل أيضًا". العديد من النساء مستعدات للقيام بدور، وقد حان وقت العمل العملي.
وأكدت أن قاعدة حرب الاثني عشر يومًا تختلف تمامًا عن حرب الاستنزاف الطويلة، وقالت: "التحليلات الحالية تعتمد بشكل أساسي على هذه الأيام الاثني عشر، ولا يمكن اعتبارها مقياسًا شاملًا لتقييم الأداء. خلال هذه الفترة، لم نواجه أزمة غذائية أو المشاكل التي تحدث عادةً في الحروب. وبصفتي عالمة اجتماع، أعتقد أنه لا ينبغي تعميم نجاحات هذه الفترة القصيرة على فترات الاستنزاف".
وتابعت: "نواجه حاليًا حربًا معرفية؛ حربًا تستهدف عقول وإدراك المجتمع بدلًا من الحدود البرية. حاول العدو تقويض ثقة الجمهور بنشر أخبار كاذبة. لذلك، من الضروري أن تعزز النساء والأسر وعيهن الإعلامي، لأنه في ظروف الحرب قد نفقد حتى الإعلام الرسمي".
وانتقدت المتحدثة غياب متحدث رسمي موحد في إدارة الحرب، قائلةً: "سارعت "إسرائيل" إلى تعيين متحدث رسمي ناطق بالفارسية وأقامت تواصلًا مع الشعب الإيراني، لكننا لم نتوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية حتى اليوم الأخير. في الحرب المعرفية، يمكن لكل مواطن أن يلعب دور المقاتل، وحتى المشاهير والشخصيات المعروفة، بغض النظر عن مناصبهم في الحكومة، يمكنهم المساعدة في خلق شعور بالأمان من خلال رسائلهم ومنتجاتهم. من التضامن عبر الحدود إلى رواية القصص المحلية؛ لعب النساء أدوارًا مستدامة".
كما أشارت إلى أمثلة على التضامن بين النساء الإيرانيات والمسلمين في المنطقة: تبرعت النساء الإيرانيات بذهبهن للمساعدات الغذائية دعمًا للشعب اللبناني. يُظهر هذا الإجراء أن الحدود الجغرافية لا تقتصر على... تعريف الوطن.
مؤكدة على دور الأمهات في توعية الأطفال، قالت: يجب علينا تثقيف الأطفال حول مناهضة الظلم. وقد أثبتت تجربتي الشخصية أن التعليم السليم يمكن أن يُكسب الأطفال فهمًا صحيحًا لمفاهيم المقاومة ودعم المظلومين.
وأضافت هذه الناشطة، مشيرةً إلى الضعف الشديد في إدارة الإعلام للأزمة: "شارك عدد قليل من الصحفيين في التغطية الإخبارية، ولا ينبغي أن يحل نسج الأساطير محل السرديات العامة والواقعية. يمكن للمرأة إيصال رسائل مؤثرة من خلال نشاطها على منصات التواصل الاجتماعي، حتى مع وجود جمهور محدود".
في جزء آخر من خطابها، سردت نوعين من الروايات الخطيرة حول الحرب، وقالت: أولاً، الرواية المبالغ فيها عن النصر المطلق، وثانياً، رواية الهزيمة المطلقة. كلا المنظورين يُشوّه فهم المجتمع للواقع. يجب أن نتحدث بواقعية عن مواجهة قوتين عظميين، ونذكر نقاط قوتهما وضعفهم.
وفي الختام، أشارت إلى حالة وقف إطلاق النار، قائلة: إن وقف إطلاق النار لا يعني نهاية الحرب، وقد تحدث تطورات جديدة في أي لحظة. يمكن للمرأة أن تُبقي الأمل في المجتمع وتُوسّع نطاق مشاركتها في المجالات الفكرية والاجتماعية والثقافية من خلال رواية دقيقة.
المصدر: وكالة أنباء المرأة الإيرانيّة
