عظمة وشرف الأم

عظمة وشرف  الأم

إن طفلاً صالحاً يتربى في أحضانكن من الممكن أن يسعد شعباً كاملاً’

"القرآن الكريم يربي الإنسان، والمرأة أيضاً تربي الإنسان"

. يا لها من عبارة تختصر كل شيء، وتبين خطورة دور المرأة وأهميته في المجتمع فهي المدرسة التي تخرج إنسان هذا المجتمع ليأخذ لونها ويسير بإلهام منها، وكما يقول الشاعر:

 لا عذب الله أمي إنها شربت حب الوصي وغذتنيه باللبن 

بل نجد الإمام عندما يقارن بين دور المرأة ودور الرجل في المجتمع يصرح أن دور المرأة أهم وأخطر، حيث يقول قدس سره: "إن دور المرأة في المجتمع أهم من دور الرجل، لأن النساء والسيدات ـ علاوة على كونهن شريحة فعالة على كل الأصعدة ـ فإنهن يتصدين لتربية الشرائح الفعالة الأخرى أيضاً"10.

وبسبب خطورة هذا الدور وأهميته نجد الإسلام قد خصها بالثواب الجزيل مقابل ذلك، يقول الإمام الخميني قدس سره: "إن ليلة واحدة من سهر الأم لطفلها، تعادل سنين من عمر أب ملتزم، إن الرأفة والرحمة التي تحملها نظرات الأم النورانية ما هي إلا تجلِ لرأفة ورحمة رب العالمين".

ويكفي الأم شرفاً ما ورد في الحديث الشريف: "الجنة تحت أقدام الأمهات".

إن الأمومة لها احترامها الخاص ولها أهميتها الخاصة عند الله سبحانه وتعالى، فلماذا كان هذا الاهتمام يا ترى؟ أهمية التربية التربية تشكل المخزون الثقافي والنفسي والسلوكي الذي سيلقي بظلاله على الإنسان طيلة مسيرة حياته، وكما يقال "من شب على شيء شاب عليه". وفي الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيء إلا قبلته".

وإلى هذه الحقيقة يشير الإمام الخميني قدس سره بقوله: "وإن معظم المفاسد ناتجة عن هذه العقد التي تنشأ عند الأطفال".

ويقول قدس سره: "إن طفلاً صالحاً يتربى في أحضانكن من الممكن أن يسعد شعباً كاملاً" 

 نعم هذا هو سبب أهمية دور الأم. إنها هي التي تخرج أفراد المجتمع الصالحين الذين يمكن أن يسعد الواحد منهم شعباً كاملاً. وبقدر أهمية هذا الدور هو خطير أيضاً، وينبه الإمام قدس سره على ذلك: "أما لو كانت تربية سيئة فقد يفسد مجتمعاً لا سمح الله ,لا تتصوروا أنه طفل، فقد ينزل هذا الطفل إلى المجتمع ويمثل موقعاً على رأس المجتمع ثم يسوقه إلى الفساد".

وهذا الدور المهم والخطير هو شرف كبير للمرأة. "إنكن أيتها النساء تحظين بشرف الأمومة... وأنكن بهذا الشرف مقدمات على الرجال... إن أول مدرسة يتعلم فيها الطفل هي حضن الأم، الأم الصالحة تربي طفلاً صالحاً. وإذا كانت الأم منحرفة ـ لا سمح الله ـ سوف ينشأ الطفل منحرفاً في أحضان هذه الأم، لأن العلاقة التي تربط الأطفال بالأم دونها أي علاقة أخرى، وما داموا في أحضان الأم، فإن كل ما يفكرون به وكل ما يتطلعون إليه يتلخص في الأم، وينظرون إليه من خلالها. إن كلام الأم وخْلقها وأفعالها تترك تأثيرها في الأطفال.. فسوف ينشأ هذا الطفل على تلك الأخلاق والأفعال بوحي من تقليده لأمه التي هي أسمى من يقلد"

 

. الأولوية لدور التربية:

هذا الدور المهم مقدم ـ إجمالاً ـ على الأدوار الأخرى، ويجب أن لا تؤثر أدوارها الأخرى التي يمكن أن تقوم به على دورها هذا، لذلك نجد الإمام يعترض على انشغال المرأة بشكل يمنعها من أداء هذا الدور الأساسي.

يقول قدس سره: "أنتن أيتها النساء اللاتي شاركتن في هذه النهضة وحفظكن الله، مدعوات للتقدم بهذه النهضة، وإن مسؤوليتكن المهمة هي تربية أبناء صالحين... لقد أرادوا لهذه النسوة أن يبتعدون عن أطفالهن... فبعض من يدعو النساء للعمل في الدوائر لا يهدف تطوير العمل، بل يعمل ذلك من أجل إفساد الدوائر، ويسعى على إبعاد الأطفال عن أحضان أمهاتهن فسوف ينشأون معقدين،.... حافظن على أطفالكن جيداً... ربين أطفالكن تربية صالحة".

فعلى المرأة إذن أن تؤدي دورها الرسالي في العائلة بشكل كامل، ويجب أن لا تكون أعمالها الأخرى على حساب دورها هذا. وعندما يدعوها للاهتمام بعائلتها وتربية ولدها تربية صالحه فهذا يعني بالتأكيد تربيته تربية إسلامية صحيحة "ربين أطفالكن في أحضانكن تربية إسلامية..."

. فالتربية الإسلامية الصحيحة هي التي تمثل القيم الإنسانية العليا: "المرأة هي الموجود الوحيد الذي يمكنه إتحاف المجتمع بأفراد يندفع المجتمع بل المجتمعات ببركة وجودهم نحو الاستقامة والقيم الإنسانية العليا". ومن خلالها تحقق سعادة المجتمع الدنيوي والأخروية: "إن حضن المرأة مهد جميع السعادات وينبغي للمرأة أن تكون مهد السعادات".

المصدر: من كلام للإمام الخميني  (المرأة في فكر الإمام)

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com