هدف القرآن الكريم

هدف القرآن الكريم

’..{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ.}

إن من مصاديق القرآن أنه يقود البشر من ظلمة الجهل الى نور العلم. ولكن لو كانت هذه الظلمات تنحصر بالجهل فحسب، فقد كان بإمكان الفلاسفة أن يقوموا بتلك المهمة، غير أن هناك ظلمات أخرى أخطر بكثير من ظلمة الجهل، ولا يستطيع العلم أن يعالجها.

فهناك مثلا حب المال، والأنانية، واتباع الشهوات، وغيرها…مما يعتبر من الظلمات الفردية الأخلاقية. وثمة ظلمات اجتماعية كالظلم، والتمييز، وغيرهما…

والظلم من مشتقات الظلام، مما يوحي بنوع من الظلام الاجتماعي المعنوي، وإن مكافحة هذه الظلمات من شأن القرآن والكتب السماوية الأخرى. عندما نبحث عن هدف القرآن الكريم، من الأفضل أن نرى كيف يعرّف القرآن هدفه؟ ما يعرضه القرآن في توضيح رسالته أنه أُنزل من أجل هداية أبناء البشر، وإرشادهم للخروج من الظلمات إلى النور، "..كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ.. "1).

يخاطب القرآن موسى بن عمران قائلا: ﴿أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾2. إنها ظلمات الظلم، ظلم فرعون والفراعنة، والنور هو نور الحرية والعدالة. ان مما التفت إليه المفسرون هو إن القرآن لا يورد كلمة "الظلمات" إلا بصيغة الجمع، ومقرونة بالألف واللام، لتدل على الاستغراق، فتشمل كل ضروب الظلمات، ولكنه يورد النور بصيغة المفرد. وهذا يعني إن الطريق الصحيح واحد لا أكثر، بينما سبل الانحراف والضلال عديدة. من ذلك مثلا الآية التالية: ﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ﴾3.

وهكذا يعين القرآن هدفه: تحطيم اغلال الجهل والضلال والظلم والتردي الأخلاقي والاجتماعي. وبكلمة واحدة: القضاء على الظلمات، والهداية نحو العدالة والخير والنور.

 المصدر: الاستاذ مرتضى مطهري من كتابه التعرف على القرأن.

 

الهوامش :

1- سورة إبراهيم: 1

. 2- سورة إبراهيم: 5.

3- سورة البقرة: 257.

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com