الفترة الفاصلة بين عيد الأضحى وعيد الغدير هي "عشرة الإمامة"

الفترة الفاصلة بين عيد الأضحى وعيد الغدير هي "عشرة الإمامة"

عيد الاضحى منطلقا لقضية عيد الغدير

الأيام العشرة الثانية من ذي الحجة هي عشرة الولاية، ومسألة الغدير، إذ جاء في الرواية: «لم ينادَ بشيء كما نودي بالولاية»؛ إن مقام الولاية يفوق جميع الأحكام الإلهية، لأنه الضامن لجميع هذه الأحكام، وما حدث في غدير خم، ذلك الحدث المهم جداً،

خير دليل على ذلك. الذكرى الأخرى، ذكرى يوم عرفة وعيد الأضحى. والواقع أنه من عيد الأضحى إلى عيد الغدير هناك مرحلة متصلة ترتبط بموضوع الإمامة. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: {وإذ ابتلى ابراهيم ربّه بكلمات فأتمهنّ قال إني جاعلك للناس إماماً} (البقرة/124). نصب إبراهيم في منصب الإمامة من قبل الله، لماذا؟ لأنه استطاع النجاح في امتحانات صعبة.

 

يمكن اعتبار يوم عيد الأضحى منطلقاً لهذه القضيّة التي تستمر إلى يوم عيد الغدير، يوم تنصيب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه آلاف التحية و الثناء) إماماً [للمسلمين]. كان هذا عقب امتحانات عسيرة. أمضى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حياته المباركة كلها في امتحانات خرج منها مرفوع الرأس.

منذ الثالثة عشرة من عمره أو الحادية عشرة وإيمانه بنبوة الرسول وإلى ليلة المبيت كان شاباً مضحياً متفانياً في الرسول وعلى استعداد للتضحية بنفسه من أجل الرسول - وقد أثبت ذلك عملياً في حادثة هجرة الرسول - ثم كانت تلك الامتحانات الكبرى في بدر وأحد وحنين وخيبر وسائر الوقائع. هذا المنصب الرفيع ناله نتيجة لتلك الامتحانات، لذلك مالت القلوب إلى وجود صلة بين عيد الأضحى وعيد الغدير.

وقد أطلق البعض على هذه الأيام اسم "عشرة الإمامة" وهي تسمية مناسبة. ~الإمام الخامنئي 2009/11/25 لو جرى التنبّه للحكمة التي ينطوي عليها عيد الأضحى لانفتحت لنا الكثير من السبل والطرق. في عيد الأضحى‌ ثمة تقدير وتثمين من الله عزّوجلّ لرسول مختار هو النبي إبراهيم (عليه السلام) الذي ضحّى في ذلك اليوم. والتضحية بالأحباء هي أحياناً فوق التضحية بالروح.

كان يجب على النبي إبراهيم (ع) أن يضحي بيديه بحبيبه وعزيزه في سبيل الله، وهذا الحبيب هو ابنه الشاب الذي منحه الله له على كبر سنه بعد عمر طويل من الانتظار، حيث يقول النّبي إبراهيم (عليه السلام): «الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق». لقد وهب الله تعالى هذين الولدين لهذا الأب وهو في سن كبير، وبعد عمر من الانتظار والشوق حسب الظاهر.

ولم يكن له أمل في أن يرزق ذرية بعد ذلك. يذكر سيد شهداء العالم كله الإمام أبو عبد الله الحسين (عليه الصلاة والسلام) - وهو تجسيد الإيثار والشهادة - هذه الحادثة في دعاء‌ عرفة‌ الشريف فيقول: «وممسك يدي إبراهيم عن ذبح ابنه بعد كبر سنّه وفناء عمره». هذا ما ورد في دعاء‌ الإمام الحسين المبارك في يوم عرفة الذي وفق المؤمنون يوم أمس لقراءته. هذا الإيثار وهذا التجاوز هو رمز للمؤمنين الذين يرومون السير في طريق الحقيقة والتعالي والعروج إلى المدارج العليا.

الأمر غير ممكن من دون تضحية. هذه هي في الواقع النقطة الرئيسية في كل الامتحانات التي نمرّ بها. القضية قضية إيثار وتضحية. والتضحية‌ تكون أحياناً بالروح وأحياناً بالمال وقد تكون أحياناً تراجعاً عن كلام تفوّه به شخص ويريد أن يثبت عليه بكل إصرار ولجاجة. والتضحية في بعض الأحيان هي تضحية بالأعزاء والأحبة والأبناء والأقارب. الامتحان معناه اجتياز وادي المحنة. تعرض محنة أو شدة أمام الإنسان أو الشعب ويكون اجتيازها وعبورها هو الامتحان. إذا استطاع ذلك الممتحَن عبورها فسيصل إلى هدفه ومقصده.

وإن لم يستطع - أي لم يستطع تفجير المواهب الكامنة‌ في وجوده والتغلب على هوى نفسه - فسوف يبقى يراوح مكانه. هذا هو الامتحان. ليس الامتحان الإلهي من أجل أن يعرفنا الله ويرى ما هي أوزاننا وحدود قدراتنا. إنما الامتحان نفسه خطوة نحو الهدف والغاية.

حينما نمتحن أنا وأنتم فمعنى ذلك أننا إذا استطعنا اجتياز الشدة والمحنة فسوف نعيش واقعاً جديداً وحياة جديدة ومرحلة جديدة. ولا فرق بين الفرد والأمة في هذا المجال.

الأيام العشرة الثانية من ذي الحجة هي عشرة الولاية، ومسألة الغدير، إذ جاء في الرواية: «لم ينادَ بشيء كما نودي بالولاية»؛ إن مقام الولاية يفوق جميع الأحكام الإلهية، لأنه الضامن لجميع هذه الأحكام، وما حدث في غدير خم، ذلك الحدث المهم جداً، خير دليل على ذلك. كذلك في العشرة الثالثة هناك أحداث مهمة، من جملتها، وربما أهمها، قصة المباهلة. هنا أيضاً المسألة هي مسألة التوحيد، أي أن النقاش بين النبي ومسيحيي ذلك الزمان، نصارى نجران، انتهى إلى المباهلة.

كان النقاش حول حقيقة عيسى – عليه السلام – إذ كان النبي يقول إن عيسى هو عبد لله، ونبي من أنبيائه، أما هم، فكانوا يقولون شيئاً آخر، فكان الاتفاق على المباهلة، ثم اضطر هؤلاء إلى التراجع والانسحاب كما تعرفون القصة. أسأل الله أن يكون هذا اليوم مباركاً عليكم، وأن تكونوا قد أمضيتم عشرة أيام مباركة، وأن تُمضوا العشرتين الأخريين من ذي الحجة في ما يرضي الله ويجلب السعادة إلى شعبنا العزيز.

~الإمام الخامنئي 2020/07/31

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com