النظرة القرانية حول "الرجوع الى الله في اوقات البلايا".

النظرة القرانية حول "الرجوع الى الله في اوقات البلايا".

أين يتوجه الإنسان في أوقات البلاء والشدائد

النظرة القرانية حول "الرجوع الى الله في اوقات البلايا". 

مقابلة مع السيد فاضل الجابري الموسوي عميد معهد الامام الحسين(ع) للدراسات القرانية التخصصية في النجف الاشرف، وتم استعراض النظرة القرانية حول "الرجوع الى الله في اوقات البلايا".

ــ وفيما يلي نص الحوار:

* اين يتوجه الانسان في اوقات نزول البلاء والشدائد؟

: ان من القضايا الفطرية عند الانسان هي التوجه الى الله تعالى في اوقات الشدة والخوف ونزول البلاء , وهذا امر مركوز في فطرة الانسان لأنه يعتقد بوجود الخالق القادر على دفع هذه المصائب او رفعها اذا ما وقعت في ساحته، حيث قال تعالى في سورة يونس : 22 : هُوَ الَّذي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَ جَرَيْنَ بِهِمْ بِريحٍ طَيِّبَةٍ وَ فَرِحُوا بِها جاءَتْها ريحٌ عاصِفٌ وَ جاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرين‏.

* هل التوجه الى الله في اوقات الشدة يُعد من الامور الايجابية؟

 لا شك بان ذلك من الامور الايجابية التي تجعل الانسان يعيد النظر الى الحياة وغايتها والوجود والهدف منه ولا يكون ذلك الا من خلال العودة الى الله تعالى فقد يكون الكثير من الناس غارق في الغفلة ويستهلك عمره وجهده في الحياة المادية الصرفة فتاتي هذه المصائب كمنبهات حتى لا يتمادى اكثر بالكفر والضلال واتباع الشهوات، وقال تعالى في سورة النحل : 108 (أُولئِكَ الَّذينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُون).

* الا توجد طرق اكثر رحمة لتنبيه الناس غير البلاءات؟

سؤال مهم وهو لماذا ينبهنا الله تعالى عن طريق المصائب والبلايا الا يوجد طريقة اخرى اكثر رحمة من تفشي الامراض وحدوث الكوارث من زلازل وفيضانات وبراكين وفايروسات فتاكة تقضي على كل شيء وتدمر كل شيء ؟ الا يتنافى هذا مع الرحمة الالهية الواسعة الشاملة بل ومع الحكمة الربانية من الخلق والايجاد ؟ ‏وجوابنا هو بانه لا شك بان هذه الامور وان كانت بيد الله تعالى لان كل ما في الكون مرهون بأمره وتدبيره واذنه ,

الا ان الله تعالى قد وضع قوانين كونية وسنن ثابتة وابى الا ان يجري الامور بأسبابها الطبيعية حيث جعل النار سببا للإحراق والماء سببا لإطفائها وهكذا ومن بين الامور التي جعلها كقانون ثابت وسمة الهية جارية في كل زمان ومكان هو ان الانسان اذا اساء وكفر وطغى وتجبر وانحرف عن العقل والفطرة السليمة فسوف تتغير الامور من الخير الى الشر ومن الصحة الى السقم ومن الغنى الى الفقر، وقال تعالى في سورة الشورى : 30 ( وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْديكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثير).

وكذلك وقال تعالى في سورة الروم : 41 (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذيقَهُمْ بَعْضَ الَّذي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون‏).

* لماذا يصاب الناس بالبلاءات؟

ان ما يصيب النوع الانساني من هذه البلايا انما هو بسبب تصرفاته غير الصحيحة , ولذا تجد القران الكريم يركز بشكل كامل في عشرات الامثلة على ان تدمير القرى وهلاك الامم كان سببه الانسان نفسه الذي انحرف عن الفطرة والحكمة فانقلبت الامور عليه رأسا على عقب واصبح خبرا بعد عين، انظروا الى هذه الآيات الكريمة : في سورة الأنعام : 6 (أَ لَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَ أَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً وَ جَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْري مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرين‏).

واما في سورة الأنفال : 54 (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَ أَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَ كُلٌّ كانُوا ظالِمين‏). وفي سورة الكهف : 59 (وَ تِلْكَ الْقُرى‏ أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَ جَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدا).

* اذا كان الله ينزل البلاء على الكافرين والظالمين فلماذا ينزله تعالى على المؤمنين والصالحين؟

 الامر يختلف بين البلاء النازل بسبب ما يجنيه الانسان بأفعاله وبين البلاء النازل لأجل الامتحان والاختبار ورفع الدرجات , والمؤمن حينما ينزل البلاء في ساحته انما يكون ذلك لأجل الامتحان والاختبار فاذا نجح كان في سعادة دنيوية عاجلة او أخروية آجلة، حيث قال تعالى في سورة البقرة : 155-157 (وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرين‏ .

الَّذينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُون‏ . أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون‏ ). وكذلك يمكن ان نتوسع في هذا المفهوم لنقول : ان بعض الذنوب والاعمال قد تؤثر على جميع البشر سواء الصالح منهم او الطالح , لأنها وان كانت بسبب غير الصالح الا ان السفينة اذا غرقت اغرقت الجميع من دون استثناء الا بتدخل خاص من قبل الله لكي ينجي المؤمن ويلطف به دون غيره، انظر الى قوله تعالى في سورة الأنفال : 25 (وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ الْعِقاب‏).

فانه يشير الى ان الفتن يمكن ان لا يستثنى منها احد وبالتالي ليس فقط من اشعل نارها يكتوي بها، نعم لطف الله تعالى ينقذ المؤمنين فهو القادر على تخليص من توجه اليه من بين كل الاخطار والبلايا، حيث قال تعالى في سورة يونس : 102 ‏-103 (فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرين ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَ الَّذينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنين‏). وقال تعالى في سورة البقرة : 50 (وَ إِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وَ أَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُون‏). وقال تعالى في سورة الأنبياء : 9 (ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ وَ مَنْ نَشاءُ وَ أَهْلَكْنَا الْمُسْرِفين‏).

* سماحة السيد الجابري نرجو منكم نصحية وكلمة اخيرة؟

يا ايها الناس توجهوا الى الله تعالى بقلوب مؤمنة ونفوس صادقة , وتوبوا الى الله توبة نصوحا وارجعوا اليه فلا منجي من كل بلاء سواه , وابتغوا اليه الوسيلة وتوسلوا اليه بكل قريب منه سيما الانبياء والمرسلين والاولياء والصالحين والائمة الراشدين والملائكة المقربين لاسيما افضل خلقه محمد واله الطاهرين وصلوا ارحامكم حتى ينسئ في اجالكم وتطول اعماركم وتدفع عنكم ميتة السوء , وترحموا على ضعافكم و فقرائكم حتى تنالكم رحمة الله ,

وتصدقوا بأموالكم فان الصدقة تدفع القضاء بعدما ابرم برما وتدفع البلاء بعد ان احكمت حلقاته ونسالكم الدعاء لكل الناس في مشارق الارض ومغاربها فان ذلك من اخلاق الانبياء وخصوا بدعائكم المؤمنين والمؤمنات فان من دعا لأخيه في ظهر الغيب اعطاه الله مثل الذي دعا .

المصدر:وكالة أنباء الحوزة

أجرى الحوار: فراس الكرباسي

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com