كيف ينظر الإسلام إلى مسألة حجاب المرأة؟

كيف ينظر الإسلام إلى مسألة حجاب المرأة؟

حجاب المرأة في الإسلام

ما بين مفهومي الستر والحجاب

- الشهيد مطهري

كيف ينظر الإسلام إلى مسألة حجاب المرأة؟

لقد كان المصطلح المستخدم إسلامياً لموضوع ستر المرأة لبدنها عن الأجنبي هو مصطلح "الستر"، وعبر التاريخ استبدلت كلمة "الستر" ب"الحجاب"، وكان من المفضل أنْ يستخدم دائماً كلمة "الستر"، إذ إنّ معنى الحجاب الّلغويّ هو البردة. وحينما تُستخدم في مورد الستر فذلك باعتبار أنّ جسد المرأة يكون خلف سترها،

ومن هنا تخيّل جمع أنّ الإسلام أراد أنْ تبقى المرأة خلف حائل، ووراء البردة، وتُحبس في دارها ولا تخرج منه! إنّ الستر الذي فرضه الإسلام على المرأة لا يعني أنْ لا تخرج المرأة من بيتها. ولم تُطرح في ثقافة الإسلام مسألة حبس المرأة وسجنها في الدار. نعم كان هذا العُرف سائداً في بعض الحضارات القديمة كما في الهند وإيران، ولكن لا وجود لهذا العرف في الإسلام.

حجاب المرأة في الإسلام يعني: أنْ تستر المرأة بدنها حينما تتعامل مع الرجال، وأنْ لا تخرج أمامهم مثيرة. النصوص القرآنيّة تُثبت هذا المعنى ولم تستخدم كلمة الحجاب فيها، كما تُؤيده فتاوى الفقهاء.

إنّ الآيات القرآنيّة التي ألقت الضوء هنا ـ سواء في سورة النور أو سورة الأحزاب ـ ذكرت حدود ستر المرأة وطبيعة تعاملها مع الرجال الأجانب، دون أن تستخدم كلمة "الحجاب". نعم هناك آية في القرآن استخدمت كلمة "الحجاب"، وهي خاصّة في نساء النبيّ صلى الله عليه واله وسلم. نحن نعلم أنّ هناك أحكاماً خاصّة بنساء النبيّ صلى الله عليه واله وسلم وردت في القرآن الكريم.

فالقرآن الكريم يُخاطب نساء النبيّ صلى الله عليه واله وسلم صراحةً: "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ". وقد أراد بذلك أنْ يحول دون أنْ تتحوّل "أمّهات المؤمنين"، بحكم ما لهنّ من احترام وتقدير في قلوب المسلمين، إلى أدوات بيد العناصر الأنانيّة المخرّبة يستغلّونهنّ على طريق مطامحهم السياسيّة والاجتماعيّة كما حدث لأمِّ المؤمنين "عائشة" بعد أنْ خالفت هذا الحكم، فحدث الانقسام السياسيّ الذي ترك آثاراً مفجعة في تاريخ الإسلام. وقد كانت نفسها تُظهر أسفها على ما حدث وتتمنّى لو كان لها جمع من الأبناء يُقتلون ولا يحدث ما حدث.

وسرُّ منع نساء النبيّ صلى الله عليه واله وسلم عن الزواج بعد وفاته - كما أرى - هو عين ما تقدّم، يعني: أنّ الزوج اللاحق يُمكنه أنْ يُسيء الاستفادة من مركز زوجته فيحدث ما يحدث. من هنا فإذا كان هناك حكم أشدّ وآكد في خصوص نساء النبيّ فيعود لعوامل سياسيّة واجتماعيّة. على أيّة حالة فالآية التي استخدمت فيها كلمة "الحجاب" هي الآية (53) من سورة الأحزاب إذ تقول: "وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاء".

وحينما يُستخدم مصطلح "آية الحجاب" في التاريخ الإسلاميّ يُراد به هذه الآية لا غيرها. أمّا كيف شاعت كلمة "الحجاب" في العصر الأخير بدلاً من اصطلاح الفقهاء الشائع "الستر"، فإنّ أمر هذه المسألة مجهول عندي، ولعلّه نشأ جرّاء الخلط بين الستر الإسلاميّ والحجاب الذي تعارفت عليه أمم أخرى.

________________________________________

* الشهيد الشيخ مرتضى مطهري – بتصرف يسير

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com