إدراة الوقت وتنظيمه

إدراة الوقت وتنظيمه

استغل الدقائق الخمس التي كان يجلس فيها إلى مائدة الطعام منتظراً فيها زوجته، وهي تعد وتضع معدات ومواد الطعام على المنضدة، ففكر في ألا يضيع هذا الوقت في الانتظار من دون عمل، فكتب الخواطر الفكرية التي تلمس عقله ووجدانه خلال دقائق الانتظار•• وكان من نتائج هذه الدقائق الخمس هذا الكتاب الشهير

مفهوم الوقت
 تعني كلمة الوقت في معاجم اللغة بأنها مِقدارٌ من الزمان قُدِّر لأَمرِ مَّا، ويُعرَّف الوقت بأنّه من المتغيِّرات الخارجيَّة التي لا تخضع لسلطة أو مالٍ أو قوَّة وقدرة؛ إذ تعجز كلّ القوى والسلطات عن السيطرة عليه وتقديمه أو تأخيره وإعادته أو تعويضه وزيادته، وهذا الجمود في العنصر النَّفيس يجعله من أبرز مؤشرات تقييم النجاح والإنجاز ، فلا ادِّخار فيه ولا إرجاع ولا تعويض، إنَّما فيه تنافسٌ في الاستثمار والتنظيم والإدارة والتقليل من الهدر المُعدمِ والتفريطِ المجاني، فهو من أهمِّ الموارد التي تقبل الإدارة وينبغي أن تُدارَ أولاً وقبل كلِّ شيء والوقت من النعم الإلهية التي سنسأل عنها يوم الحساب، وهدر الوقت جزافاً أو عدم تنظيمه يخل بنظم الحياة، يوتسبب بمشاكل وتقصير في العمل أو في المنزل، فكيف لو كانت الأعمال من الوظائف المهمة، فقد يؤدي إهمال عامل الوقت فيها إلى تضييع الإمكانات وهدر الإنجازات .

كيفية تنظيم الوقت
 يشترك النّاس جميعهم بتعدّد المهام والواجبات اليوميَّة وكثرة الأعمال وتنوّعها، كما يشتركون أيضاً في قلّة الوقت المُتاح لإنجاز جميع الأعمال وعدم كفاية الساعات والأيام لتنفيذ ما عليهم تنفيذه، ويُضاف إلى ذلك اشتراكهم جميعاً بذات القيمة المتوفّرة من المساحات الزمنيَّة أو الوقت الذي هو في الواقع مجرُّد أربعٍ وعشرين ساعة يوميَّة لا تكفي كما يراها الجميعُ للتخطيط للمستقبل،رعاية الأبناء، ومتابعة شؤون الأسرة، وتنفيذ الأعمال الوظيفيَّة أو التفرُّغ للذات، وتبرز في خِضمِّ هذه التداخلات حاجة ماسَّة للتعامل مع الوقت المتاح بصورةٍ مُثلى تجعل من تحقيق كلّ المطلوبات اليوميَّة أمراً سهلاً وممكناً في إطارٍ إداريٍّ يُمكن تسميته مهارة إدارة وتنظيم الوقت.

ويمكن تحديد خطوات تنظيم وإدارة الوقت ضمن نطاق منظّم ودستور بسيط يُسهِّل عمليَّة التعامل مع الوقت وتطويعه وفقاً للآتي: 


[1] تحديد الرؤية والرسالة الشخصيَّة:

يعني ذلك أن يستشعر الإنسان رسالته التي يحيا من أجلها، ويمنحها اهتمامه وعنايته وينقلها من حيز التفكير المجرّد إلى مساحة التخطيط والتنفيذ ضمن مساحةٍ معيَّنة من الوقت والسعي فيبدأ الإنجاز مقروناً بمدى زمني محدد يتناسب مع طبيعة الهدف والرسالة والقيمة المتكونة لهما في نفس الفرد. 

[2] موازنة الأدوار الحياتيَّة:
 يعيش النّاس أدواراً حياتيَّةً مختلفةً يومياً ومتغيرة بتغيُّر ظروف الزَّمان والمكان، ويتلازم كل دورٍ من أدوار الحياة بأنماط معينة من الشخصيَّة تتناسب مع الدور وتدعمه، فالأب في بيته وأسرته يتمتع بشخصيَّةٍ تختلف كلياً عنه ذاته كمديرٍ أو قائدٍ أو بائع أو غير ذلك مع وجود التداخلات بين الشخصيَّات العديدة باختلاف الدَّور بما يضمن نضج الشخصيَّة الكلية وتكاملها، وتظهر أهميَّة هذه الموازنة في تكييف الإنسان لدوره وبيئته ومنجزاته ضمن الفترات الزمنيَّة التي يعيشها في كلِّ جزءٍ أو وقتٍ من يومه لاستثماره بأفضل ما يمكن. 

[3]تحديد الأهداف: 
إنَّ من أبرز صفات الهدف النَّاجح أن يكون مقروناً ومرتبطاً بمساحةٍ زمنيَّة وخطَّة متلازمةٍ بالوقت تضمن تحقيق الهدف في وقتٍ واضحٍ ومحدد ومنضبط. 

[4]ترتيب الأولويات:

هي معرفة الفرد قيمة المهام والواجبات التي ينبغي عليه أداؤها أو المرتبطة معه بصورةٍ يوميَّة أو دوريَّة، ويفيد ذلك في القدرة على إدارة المهام وترتيبها بالأولويَّة وأحقيَّة الأداء والتنفيذ لتصبح مقرونةً بالوقت الأنسب لأدائها؛ عن طريق وضع خطة يوميّة أو أسبوعيّة أو شهريَّة أو سنويَّة بما يضمن استثمار الوقت بالصورة المثلى دون إضاعته أو هدره، ودون تضييع مهام أو مسؤوليات على حساب أعمال أخرى أقل أهمية.

[5] تقييم الأداء وتقويمه:

تبدأ عملية التقييم بمراجعة الخطط المرسومة مسبقاً لاستثمار الوقت واستغلاله دون هدرٍ أو ضياع، وتطويع الأوقات لإنجاز المهام المهمة والضروريَّة أولاً بناءً على ما تمَّ قياسه وتنظيمه من خلال سلم الأولويات، وتحديد الوقت اللازم لأداء كلّ مهمة دون مداهنة أو هدرٍ زيادةً على ما تحتاجه كلّ مهمَّة ثمَّ مراقبة البدايات، والانطلاقات، ومستوى الأداء، وتحقيق الأهداف بناءً على الخُطط المقدمة ثم تقييم ذلك كله مجتمعاً والتعرُّف إلى مضيِّعات الوقت وتنظيمها أو تجنّبها في الخُطط الجديدة والمنجزات المستمرة. 

برنامج عمل الإمام الخميني قدس سره

الساعة الواحدة كما ينقل المقربون عنه.وكان برنامج عمله يشتمل بالإضافة إلى قيامه بإلقاء الخطابات واستقبال الجامعيين وغيرهم يومياً ولعدّة مرّات، على كتابة أجوبة الاستفتاءات، قراءة التقارير وترجمات الأخبار والمقالات المهمة والرسائل... وإجراء المقابلات الصحفية وإصدار البيانات وأداء الفرائض والنوافل وقراءة جزء من القرآن الكريم والاجتماع بالعائلة وأعضاء مكتبه.
قبسات من سيرة الإمام الخميني قدس سره- الحياة الشخصية- ص 37

قصة الكتاب الشهير
قصة الكتاب الشهير لأحد الاقتصاديين الألمان الذي سماه "خمس دقائق قبل الطعام" وسر شهرته المتعلقة بكتابه، جاء من كونه استغل الدقائق الخمس التي كان يجلس فيها إلى مائدة الطعام منتظراً فيها زوجته، وهي تعد وتضع معدات ومواد الطعام على المنضدة، ففكر في ألا يضيع هذا الوقت في الانتظار من دون عمل، فكتب الخواطر الفكرية التي تلمس عقله ووجدانه خلال دقائق الانتظار•• وكان من نتائج هذه الدقائق الخمس هذا الكتاب الشهير
والثمرة من هذه السطور ضرورة الاهتمام بالوقت لان صانع الابداع والرقي والتطور فاحترام الوقت واستغلاله بالعلم والمعرفة والتفكير الايجابي هو من بنى الحضارات وصنع المعجزات العلمية .
 

 

 

* موقع الزكية – بتصرّف 

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com