القادة الشهداء: درس أجيالنا القادمة

القادة الشهداء: درس أجيالنا القادمة

نحرص دائماً على أن نتحدّث عن قادتنا الشهداء وعن سيرتهم، وأخلاقهم، وأعمالهم، عن جهادهم وتضحياتهم، لنتعلّم ويتعلّم الأبناء والأحفاد والأجيال منهم.

 * هم قُدوة لنا وأُسوة

نحن بحاجة دائماً وعلى مدى السنة إلى أن نرجع إلى قادتنا ، إلى السيد عباس، إلى أم ياسر، إلى الشيخ راغب وإلى الحاج عماد، كقدوة وأسوة لنا، نحتاج إلى أن نتعلّم منهم: الزهد عندما تُقدم الدنيا علينا بجاهها ومالها وترَفها، وأن نتعلّم منهم: التواضع؛ بل التذلّل وخفض الجناح عندما نصبح أقوياء، ونتعلّم منهم: الشجاعة عندما نواجه الزلازل والأعاصير، ونتعلّم منهم: الحِكمة عندما نقابل الفتن التي تطيش فيها العقول وتزيغ البصائر. نأخذ منهم ونستلهم الهمّة العالية، عندما يتْعب من يتعَب، والإقدام، عندما يتردّد البعض حين يجب أن يُقدم، ونستلهم منهم ونتعلّم منهم: التضحية بلا حدود عندما يتطلّب الموقف ذلك، نتعلّم منهم: أنْ نثق بالله، وبأمّتنا، وبشعبنا، وبأنفسنا وبمجاهدينا عندما يستيئس الناس وتحيط بهم الشدائد والصعوبات والتحديات من كل جانب، نأخذ منهم الأمل والثقة والبصيرة. عندما كان العدوّ الإسرائيلي يحتلّ أرضنا كان السيّد عباس والشيخ راغب والحاج عماد سابقاً ولاحقاً لا يتحدّثون عن رؤية تقول إنَّ إسرائيل "ستخرج من الجنوب"؛ بل عن رؤية تقول إنّ إسرائيل "ستنتهي من الوجود"، وهم كانوا يحتلّون أرضَنا ويسجنون رجالنا ونساءنا، وكنّا في ضَعف وكانوا في قوّة.

* مدرسة جهاديّة وفكريّة

هكذا نستمدّ الرؤية، والبصيرة، والثقة والأمل؛ والأهمّ أن نتعلّم منهم الإخلاص والصدق والتحمّل لنكون في مستوى مسؤوليّة الحفاظ على إنجازات الشهداء والمقاومين، ومسؤولية مواجهة تحدّيات الحاضر الصعبة، ومسؤولية صُنع المستقبل العزيز والكريم، واللائق لشعبنا ووطننا وأمتنا. ولذلك نحرص دائماً على أن نتحدّث عنهم وعن سيرتهم، وأخلاقهم، وأعمالهم، عن جهادهم وتضحياتهم، لنتعلّم ويتعلّم الأبناء والأحفاد والأجيال منهم. هذا ما يجب أن نحرُص عليه مع كلّ الشهداء، لأنهم يمثّلون، بحقّ، مدرسة فكريّة وجهاديّة كاملة يجب التعريف بها والتعرّف إليها.

* منهم مَن قضى ومنهم مَن ينتظر
منذ 33 عاماً وإلى اليوم تقدّم جيل من الشباب، في ذلك الوقت كانوا شباباً، من علماء، ومجاهدين، ورجال ونساء، حَملوا المسؤوليّة وتقدّموا، منهم من استشهد ومنهم مَنْ كان له باعٌ طويل في ميادين الجهاد، وتحمّل المصاعب والجراح وتوفّاه الله، ومنهم من أُسر وعانى من قيود الاعتقال، ومنهم مَن جُرح وما زال يكابِد جراحه، ومنهم ما زال يواصل الطريق ويحمل دمه على كفّه. عنوان هذا الجيل الأول الذي كان السيد عباس والشهيدة أمّ ياسر، والشيخ راغب والحاج عماد، رمزه وعنوانه هو ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ (الأحزاب: 23).

من الشباب ومن أبناء الجيل الأول الذين عاهدوا وصدقوا وثبتوا وقضى كثير منهم شهداء، وآخرهم الذين قَضَوا في عمليّة القنيطرة في العدوان الإسرائيلي على القنيطرة.

كان أبناء الجيل الأول أيضاً مساهمين كباراً في صنع الانتصارات. تأتي ذكرى القادة الشهداء وفيها شاهد على ما أقول. من على هذا المنبر وقَف "جهاد" نجْل القائد الشهيد عماد مغنية، ليبايع ويعاهد ويعلن انتماءه وهويّته وخياره بملء إرادته، وهو الذي لم يُلزمه أحد بذلك. كان يستطيع أن يُكمل جامعته و(هو) شابّ لطيف ومستقبله أمامه والحياة والدنيا كلّها أمامه، ولكن ابن الحاج عماد الذي يحمل في جنباته روح الحاج العماد وروحيّته، ومعرفته وعشقه، ابتعد عن هذا كلّه وذهب إلى الجولان، إلى القنيطرة، ليُختم له بالشهادة. هكذا هم الشهداء من أبناء الشهداء، في تلك اللحظة شعرنا أنّ الحاج عماد قد استشهد من جديد، هذا الإحساس الوجدانيّ المعنويّ والأخلاقيّ، تعاطف معه الناس، هكذا أيضاً. وأعادت شهادة "جهاد" هذا القائدَ الفذّ والألمعيّ والتاريخيّ إلى صدارة الأحداث من جديد، وأكّدت أن ذكره ما زال الأعلى وحضوره ما زال الأقوى في وجدان الصديق، وفي وجدان العدوّ الذي ما زال وسيبقى يطارده دم عماد مغنية.


على طريق القادة الشهداء، عنوان ثباتنا وانتصارنا، قوافل شهدائنا تمضي وتصنع بدمائها النصر، والمقاومة ستبقى هي الردّ، وسنبقى نحمل المسؤولية ونصنع الانتصارات بثباتنا ودمائنا، وباستلهام قادتنا وكلّ الشهداء حتّى يحكم الله وهو خير الحاكمين.

 

* من كلمة السيد حسن نصر الله (حفظه الله) في ذكرى القادة الشهداء 16/2/2015م.

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com