الإنسان ينمو في أحضان المشكلات

الإنسان ينمو في أحضان المشكلات

المأساوية سبباً في تقوية إرادتنا

الانسان ينمو في أحضان المشكلات‌

 أنَّ الانسان ينبغي ألا يخلق بيده المشاكل والمصائب لنفسه.،ولكن كثيراً ما يحدث أنْ تكون الحوادث الصعبة والمأساوية سبباً في تقوية إرادتنا وزيادة قدرتنا على التحمل، كالفولاذ الذي يدخلونه النّار الحامية فيزداد قوّة وصلابة.

إنَّنا ندخل أتون هذه الحوادث لنخرج أكثر تجربة وأصلب عوداً. فالحرب حدث سيئ ولكن رُبّ حرب ضروس طويلة الامد كشفت عن مواهب الشعب الكامنة، وأبدلت تشتته وحدة، وأسرعت في جبران نواقصه. يقول أحد المؤرخين الغربيين المعروفين: «إنَّ كلّ حضارة لامعة ظهرت على امتداد التاريخ في مكان ما ظهرت بسبب تعرض ذلك الشعب لهجوم دولة عظمى خارجية، فأيقظت قواه الكامنة وحشّدتها».

بديهي أن تأثر جميع الاشخاص والمجتمعات بحوادث الحياة المرّة ليس بمستوى واحد، فالبعض ينتابهم اليأس ويستولي عليهم الضعف والتشاؤم، فيكون تأثرهم سلبياً، والبعض الآخر يملكون الاستعداد والاهلية ليتفاعلوا مع تلك الحوادث تفاعلاً إيجابياً، فيكون ذلك سبباً في تنمية مواهبهم ومؤهلاتهم فتتفجر وتتفتق قابلياتهم وتسرع لاصلاح نقاط ضعفهم. ولكن بما أنَّ معظم الناس يصدرون أحكاماً سطحية في مثل هذه الحالات، فانهم يرون المنغصات ويتذوقون مرارتها، دون الالتفات الى آثارها الايجابية البنّاءة.

إنَّنا لا ندّعي بأن جميع الحوادث المرّة لها مثل هذه التأثيرات على الانسان، ولكن قسماً منها، على الاقل، له مثل هذه التأثيرات. ولو إنّك درست سيرة نوابغ العالم لرأيت أنَّهم في الاغلب قد كبروا وترعرعوا في خضم المشكلات والمصاعب. وقلّما تجد بين المتنعمين‌ المرفهين من أظهر شيئاً من النبوغ في حياته ووصل الى مراكز رفيعة.

إنَّ القادة العسكريين العظام هم اولئك الذين شهدوا ابتلاءات وحروباً طويلة صعبة في سوح القتال. والعقول الاقتصادية المتفكرة هي التي ابتلت بمشاكل الاسواق واللازمات الاقتصادية في العالم.

والسياسيون العظام الاقوياء هم الذين استطاعوا منازلة الأزمات السياسية العويصة. وباختصار، فان المشكلات والآلام هي التي تربى الانسان في أحضانها. نقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾. [سورة النساء، الآية 19]

 -سلسلة دروس في العقائد الإسلامية، الشيخ ناصر مكارم شيرازي، ج1، ص:79 - 96، عن موقع مكتبة مدرسة الفقاهة بتصرّف يسير. 

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com