نقرأ في سورة البقرة الآية 255 {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ...}
هنا يثار سؤال وهو ما مفهوم "الله حيّ"؟ في التعبير السائد نقول للكائن أنّه حيٌّ إذا كان يتّصف بالنموّ والتغذية والتكاثر والجذب والدفع، وقد يتّصف بالحسّ والحركة. ولكن لا بدّ من الانتباه إلى أنّ بعضاً من السذّج قد يحسبون حياة الله شبيهة بهذه، مع علمنا بأنّه لا يتّصف بأيّة واحدة من هذه الصفات.
هذا هو القياس الذي يوقع الإنسان في أخطاء في حقل معرفة الله. حين يقيس صفات الله بصفاته.
"والحياة" بمعناها الواسع الحقيقي هي العلم والقدرة، وعليه فإنّ من يملك العلم والقدرة اللامتناهيتين يملك الحياة الكاملة.
حياة الله هي مجموعة علمه وقدرته. وفي الواقع بالعلم والقدرة يمكن التمييز بين الحيّ وغير الحيّ. أمّا النموّ والحركة والتغذية والتكاثر فهي صفات كائنات ناقصة ومحدودة، فهي تكمل نقصها بالتغذية والتكاثر والحركة، أمّا الذي لا نقص فيه فلا يمكن أن يتّصف بمثل هذه الصفات . المصدر: كشكول العقائد لاية الله مكارم الشيرازي