أهمية التوحيد

أهمية التوحيد

في العقيدة الإسلامية يشكّل مفهوم توحيد الخالق سبحانه الأساس المتين لكلّ الاعتقادات .

التوحيد هو الأصل الأوّل من أصول الدين الإسلامي، وهو يعبّر عن حقيقة هذا الدين العظيم، وبدونه تفقد أركان الإسلام ومفاهيمه قيمتها. ذلك أنّ التوحيد يعطي كلّ المبادئ والقيم والأفكار والنظريات وحدة شاملة ويجعلها تدور حول محور الوجود المقدّس للباري عزّ وجلّ. 

ففي العقيدة الإسلامية يشكّل مفهوم توحيد الخالق سبحانه الأساس المتين لكلّ الاعتقادات الأخرى. ولذلك فإنّ إنكاره يعود بالدرجة الأوّلى إلى عدم معرفة الله حقّ معرفته.

وكذا نجد أنّ جميع التعاليم السلوكية في الإسلام تقوم على أساس التوحيد الخالص لله عزّ وجلّ. فالإخلاص شرط في قبول الأعمال الإلهية، وما لم يصبغ الإنسان حياته ومسلكه بصبغة الإخلاص فلن يكون سالكاً سبيل الله، وسيبقى متمرّغاً في أوحال الطبيعة والمادّة، ولن يخرج من سجن الأنانية.

والإخلاص لا يتحقّق إلَّا بالسلوك التوحيدي، وإلى هذا يشير سيّد الموحدين عليه السلام في قوله: "أوّل الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له"1.

فالإخلاص هو أعلى مراتب التوحيد، وعلى المؤمن أنْ يصرف كلّ همّه لعبور هذه المراتب، ونفي الشرك وشوائبه عن نفسه وقلبه وعمله، لأنّ الشرك محبط للعمل، قال تعالى: ﴿وَلَقَد أوحِيَ إلَيْكَ وإلَى الَّذينَ مِن قَبْلِكَ لَئنْ أَشرَكْتَ لَيَحبطَنَّ عَمَلُكَ ولَتَكونَنَّن مِنَ الخَاسِرِينَ﴾2. وليعلم أنّ أسباب الشقاء والبلاء، ومنشأ كلّ المشاكل والتعاسات إنّما يعود إلى تعلّق القلب بغير الله سبحانه، وإلى طلب غير الحقّ جلّ وعلا.

وعليه، فالتوحيد هو عبور لوديان الظلام نحو رحاب النور المطلق حيث الحصن المنيع من عذاب الله عزّ وجلّ، فقد جاء في الحديث القدسي: "كلمة لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ حصني، فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي"3. ولا بدّ للدخول في مراتب التوحيد من أنْ يخطو المرء الخطوة الأوّلى، وهي تتمثّل بمعرفة التوحيد والاستدلال عليه.

الهوامش :1- الشريف الرضي -نهج البلاغة -ج1-ص 214

2- -سورة الزمر -اية 65 

3- المجلسي ، محمد باقر- بحار الانوار -ج 49-ص127

 المصدر  :دروس في أصول العقيدة الإسلامية – جمعية المعارف الإسلامية الثقافية 

 

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com